السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هي الحياة حقاً ؟!
هل هي الدنيا التي نعيش فيها , أم أنها الهواء الذي نتنفسه
أريد حقاَ معرفة الحياة , أردت دائما معرفة الحقيقة فقط
عندما كنت طفل في بداية نمو استيعابي للأمور و إدراكي لها
كنت أتسائل ما هي الحياة !
كنت أعتقد أن الحياة هي حياتي فقط , عندما أموت سيتوقف كل شيء
أو بشكل آخر , لن يكون للحياة قيمه أو فائدة بعدي , لاني ببساطه لن أعيش لأشاهد ما سيحدث
تفكير الطفولة كان يريحني كثيراً لأنه بسيط ولا يحمل أي تعقيدات فلسفيه
ويأتي يوم آخر وينمو فيه إدراكي بما حولي أكثر وأكثر
وأفهم ما لم أكن أفهمه وأصحح لنفسي الكثير من الأشياء الخاطئة
ولكن بسبب زيادة الإدراك يزداد سؤالي إلحاحا
أي إجابة أعثر عليها , تتبدد مع مرور الأيام لأدرك أنها ليست الإجابة الصحيحة
حاولت الاندماج في عالمي و حياتي بعمق أكثر لعلني أجد الإجابة
اجتهدت لأكون علاقات كثيرة بالآخرين و أتعمق فيها
أدخل في عمق صراع الحياة و أحاول فهمها
وبالفعل أدركت أشياء كثيرة , أن الحياة لا يمكن العيش فيها بدون حب
حب الآخرين لك و حبك لهم , تلك المشاعر الهادئة التي تحرك في قلبك أحاسيس أخرى لا تتحرك إلا في
حالة الحب فقط
كأنها مجموعه من المشاعر تختص بها حبيبك وهو يخصك بها وحدك
شعور جيد عندما تشعر باهتمام حقيقي من غيرك و تشعر أنك غريزياً مهتم به للغاية
أدركت وقتها أن لا بد من الحب ومن تبادل هذه المشاعر الرقيقة لكي تستطيع الاستمرار في حياتك بشكل مريح وجيد
وهنا بدأت تتشكل أول قاعدة في حياتي , مقوله طالما اقتنعت بها
(( عندما تحب شخص ويستقر قلبك معه ويرتاح فتمسك به ولا تفقده أبداً ))
كنت مقتنع بتلك الكلمات ومرسخه بداخلي بقوه وكنت أعمل بها جيداً
بالرغم من كثير من الظروف الشديدة و العاتية التي اجتاحت فضاء قلبي الهادئ
إلا أني لم أستسلم وبدأت قاعدة أخرى في التكون
(( أحيا لكي أحقق ما أريده و ليس ما تريده الظروف ))
كل نجاح كان يمنحني القوه و الخبرة في مجابهة العاصفة القادمة
وكل خسارة تترك علامة دامية في قلبي وتفجر شعيرات مشاعري بمنتهى العنف
كانت تمنحني إصرار أشد على المواجهة لأن هناك من لم أفقدهم بعد في حياتي
يستحقون مني كل الجهد للمواصلة إلى الأمام بدون توقف ولا يأس
مع كل صوت قطره من قطرات جرحي النازف كنت أقسم أنني لن أستسلم طالما هناك من يهتم لأمري و أهتم لأمره
وأيضا لم أعثر على إجابة سؤالي القديم بعد , ولكني أشعر أني اقتربت منه كثيراً
أواصل رحلتي العسيرة اليسيرة باستمرار وأمل وحلم يملأ قلبي لكي أسعى لتحقيقه
أسعى لتحقيق ما أتمناه و .......
أينـ هـمـ !
فجأة باغتتني تلك الحياة وسرقت مني أغلى ما لدي
سرقت أحبابي , لم يتبقى منهم سوى القليل
لما !؟
لما أظل في المنتصف وهم يختفون من حولي في سرعة وهدوء
دون أن أستطيع فعل شيء مطلقاً
لم يتبقى معي سوى أشخاص معدودين فقط
هذه المرة لم أشعر بالجرح أو بقسوة الموقف ولم أشعر بتلك الآلام التي اعتدت الشعور بها هنا في صدري
لا ادري لماذا !
هل لأن وطأة المفاجئة كانت أشد من شعور الألم
أم أن عمق جرحي هذه المرة كان أقوى لدرجة أنه خدر خلايا مشاعري الدفينة من شدة الجرح
لم أعد أعلم ما الذي علي أن افعله , وبالرغم من ذلك
امتدت يدي بشكل غريزي نحو من تبقوا معي لأمسك بهم ويمسكوا بي قبل أن أسقط
فلقد اهتزت الكثير من عباراتي التي كنت أؤمن بها
هل أنا قادر على التمسك بمن أحب مهما كانت الظروف حقاً !
هل أنا أحيا لكي أحقق ما أريده وليس ما تريده الظروف حـقـاً !!!
أم أنها مجرد كلمات أتمنى أن أحققها فقط في ظل حياه لا يمكن تحقيق ذلك فيها
أمور كثيرة دارت في عقلي , وأنا أسير بقوة دفع من تبقى ممن أحبهم
أقاوم دموعي بكل ما أوتيت من قوه لكي لا أسقط
قديماً كنت أشعر بقسوة و وحشة الوحدة , عندما كنت أبحث عن آخرين يشاركوني حياتي التي أريد فهم معناها
كنت صغيراً شغفاً في البحث وكانت قوتي كاملة و أملي كبير
بالرغم من شعور الوحدة القارص الذي كان يجمد أطراف قلبي
إلا أن حرارة مشاعري الدفينة كانت تلهبني حماس و قوه وتزودني لكي أجد من يساندني ويساعدني ألم وحدتي كان دافعاَ لي لكي أحقق حلمي الذي طالما تمنيت تحقيقه من أعمق أعمآآآق روحي الصغيرة
والآن أدرك أن هناك ما هو أسوأ من الوحدة
هو إضافة ذلك الشعور المقيت لها , شعور
الفرآآق
فقدان كيان , شيء , شخص , نفس , قلب
فقداني لأي كيان يشعرني بالفرآآغ المميت هنا في داخلي
في أعماق نفسي الداخلية .. شعور حقاً مميت و مقيت لا أريد المزيد منه
مستعد لفعل أي شيء لكي يبتعد عني ولا يعود مرة أخرى مدى حياتي
أهلكني الفراق فأقترب ممن لم أفارقهم بعد ,, بالرغم من علمي أني سأفقدهم يوماَ ما
ولكني أرتمي في أحضانهم الآن لأتناسى وحشة الفرآآق
تمتد مشاعرهم نحوي لكي يشعروني بالأمل , محاوله منهم للتخفيف عني
أراهم يبذلون قصارى جهدهم من أجلي .. فقط لأنهم يحبوني و يتمنون أن أكون بخير
رؤية هذا , يدفعني لأن أعتدل في سيري وأساعدهم
لا أنكر أن مازال هناك ألم لا أستطيع إسكاته ولا أعلم مصدره من شدة تردد صداه بداخلي
ولكني من أجلهم , سأهتم بنفسي لكي لا تضيع محاولاتهم ولكي أسعدهم أيضا كما يريدون إسعادي
هنا يتردد صوت في داخلي
((أطياف مشاعر ... الوداعـ ~ ـالفراقـ ~ ـالوحدة ... لن أستسلم لها ))
فقدت الكثير مِن مَن لم أرد فقدانهم حتى يئست من قدراتي على الاحتفاظ بالآخرين
ولكن بمجرد رؤيتكم يتجدد قلبي وتمتد أنامل روحي لتتمسك بكم
أنا
أنا حقاَ حقاَ أحبكم .. أحبكم من أعمق أعمآآق قلبي المتألم
أنا ... أنا أريد أن أحتضن أرواحكم لتظلوا معي للأبد
ماذا ؟
لماذا !؟!
لماذا تلك الابتسامات الغريبة على وجوهكم !
ابتسامات باهته سعيد لرؤيتي , ولكن لما تلك اللمحة
لمحة الحزن التي أراها تذهب وتعود مهدده استقراري !
لا .. مستحيل أن يكون هذا فراق آخر
لما تهتز أطيافكم أمامي كأنها ستختفي ؟!
متى أصبحتم أطيافاً من الأساس ؟!!!! إلى أين !
....
...
..
.
.. ويصبحوا هم أيضا ذكريات ..
الآن فقط .. أشعر بروحي تتناثر و كياني ينهار
وأسقط على أرض اليأس القاسية و أتسائل في داخلي
هل هذه هي الإجابة التي كنت أبحث عنها ؟!
هل هذه هي الحياة ؟!
إذا كانت كذلك , فلا أريدها .. أريد أن أختفي فقط
لا .. بل أريد أن أتلاشى تماماً وكأنني لم يكن لي وجود من قبل
كأن ذاتي لم تكن تسكن هذه الحياة من الأصل
أنفاسي تتباطأ , قلبي يخفت بهدوء
رؤيتي تهتز , وأطرافي لا أشعر بها
ممدد كأنني في الفضاء .. لا أشعر بشيء ولا شيء يشعر بي
أفقد حياتي بهدوء مميت , هدوء دامي .. لا اقوي على شيء
و الآن في النهاية تـنـتـهـ .......
تنفس .. تنفس .. تنفس .. أنت تنفس
تعود حاسة السمع لدي لأسمع تلك الكلمات آتيه من أين ! لا ادري
أشعر بجسدي يهتز بقوه و عنف , يهتز بشده
تعود لي رؤيتي رويدا رويدا
أرى ظل شخص كأنه يحاول إيقاظي أو مساعدتي ربما
ولكنه حقاَ مزعج للغاية , ماذا يريد ؟!
يحاول إنعاشي لكي أستيقظ
هنا تنتزعني كلمه تنطلق منه
( أنا أعلم إجابة سؤالك القديم )
هنا تمتد يدي لتمسك به ولكنها تطبق على الهواء
تسري في جسدي بعنف مشاعر الخوف من أن افقد ذلك الشخص لسبب أجهله
أنهض بقوه برغم تلك الآلام اللانهائية
أنهض بعنف متجاهلا تلك الدماء التي تنزف بحرارة من قلبي
أنظر هنا وهناك ولا أجده , أقف لكي ابحث عنه
وأبدأ في التركيز محاولاً تذكر ملامحه لكي أستطيع العثور عليه
أتذكر بصعوبة بالغه .. نعم بدأت أرى ملامحه الآن بشكل جيـ..د
! ماذا !
هذه ملامحي أنا !؟!
ولكن كيف ؟
يأتي صوت من داخلي
نعم لقد رأيت نفسك , لأن هناك جزء من روحك أيقن الحقيقة وعلم جواب سؤالك القديم
وعندما علم تلك الإجابة , تيقن أنه لا يستطيع الاستسلام , وأنت أيضاً يجب أن تفهم ذلك
أنت لا تستطيع الاستسلام .. حتى ولو أردت ذلك ,, تحدث أمور كثيرة في حياتك جيده و سيئة
تعتمد على الآخرين لكي يساندوك كما يعتمدون عليك لكي تساندهم , وتتبادلون الاهتمام والحب كما هو مقدر لكم
ولكن تذكر أن في بعض الأوقات يجب أن تعتمد على نفسك أنت فقط .. يجب أن تكون قوي كفاية لكي تستمر وتُنهِض نفسك بنفسك
وتبحث عن أحباب آخرين لتكون علاقات جديدة وتستمر , تستمر في ( الحياة؟ ) لا
بل تستمر في رحلتك إلى الحياة الحقيقية
لأن الحياة الحقيقية تستحق بأن تضحي و تضحي وتضحي
وتبذل من أجلها و تجتهد وترهق
لكي ترتاح في يوم من الأيام
وتستقر
في
الحياة
الحقيقية
♥ حـيـاة الـجـنـة ♥
نعم هذه هي الحياة حقاً
أخيرا أستطيع الاستمرار بقلب قوي نقي
حتى أصل إلى حياتي ^_^